دراسات جديدة: التدخين أكثر شيوعاً عند الفقراء!
في كثير من الأوقات يلفت انتباهنا خاصة في الأفلام العربية ارتباط الشخص الغني بالتدخين خاصة هذا السيجار الفاخر الذي تتعدد القصص المنسوجة حوله. هذا السيجار الفاخر مكلف جدا فيصل سعر سيجارة من نوع مايان إلى 507 ألف دولار أمريكي!!
التدخين مكلف
بعض الأنواع الأخرى أقل سعرا لكنك لن تلاحظ هذا الفارق فالرقم لا يزال مرتفعا جدا حيث يأتي في المرتبة الثانية السيجارة الضخمة والتي يصل سعرها إلى 185 ألف دولار أمريكي لحسن الحظ هذه السيجارة ضخمة جدا صممت في البداية فقط للعرض حيث تحتوي على كمية تبغ تصل إلى 725 كيلو جرام, أما سيجارة ملك الدنمارك والتي يصل سعرها إلى 4500 دولار للسيجارة الواحدة تتميز بالرفاهية الفائقة والتي تصل إلى إمكانية تعديلها حسب رغبة الشاري كأن يضيف اسمه عليها مكتوبا على ورق من الذهب بل يصل الأمر إلى إمكانية إضافته معادن مختلفة مثل الألماس على سبيل المثال. هذا فقط ذكر لأغلى ثلاث سجائر بالعالم لكن يمكنك قراءة تفاصيل أكثر اذا كنت عاشقا لتاريخ السجائر من خلال قائمة أغلى عشر سجائر في العالم.
هذه السجائر المرتفعة بالتأكيد صنعت للأثرياء, فالعلاقة في هذه الحالة هي نتيجة مباشرة بين الثراء والتدخين حيث أدى وجود الأغنياء إلى ظهور مثل هذه الأنواع من السجائر بهذه الأسعار المرتفعة جدا لتناسب أذواقهم وتطلعاتهم فكان من نتائج وجود الأغنياء هو ظهور هذه الأنواع على الساحة. لكن هل هذه فقط هي العلاقة؟ دعونا نغوص في الموضوع بشكل أكثر تعمقا. لنحقق ذلك علينا مراجعة الإحصائيات لنرى من يدخن أكثر الأغنياء أم الفقراء؟ هل الصورة المنعكسة في أفلامنا العربية والعديد من الأفلام الأجنبية صحيحة أن الأثرياء هم الأكثر ميلا للتدخين.
احصائيات التدخين بين الأغنياء والفقراء
حسب الإحصائية الأمريكية لحساب معدل تدخين الراشدين في أمريكا من عام 1966 حتى عام 2015 نجد أن معدل التدخين ينخفض بشكل تدريجي مع مرور السنين لكن الملاحظ والذي يهمنا في هذا المقال هو هذه الفجوة التي سنلاحظها بين المتعلمين أو أصحاب الشهادات الجامعية والذين تؤهلهم شهادتهم للحصول على مرتبات في المتوسط أعلى من الخريجين بشهادة الثانوية والذين في المتوسط يكون مرتباتهم أضعف.
يمكننا استخدام أصحاب الشهادات الجامعية في هذا المثال كمؤشر لحال الأثرياء والمكتفين بدرجة الثانوية كمؤشر لحال الطبقة الأفقر بشكل عام. سنجد أن معدل التدخين انخفض في كلاهما لكن عند النظر بقرب خاصة في أخر عام من الإحصائية عام 2015 سنجد أن الفرق في انخفاض معدل التدخين كبير جدا حيث انخفضت النسبة في أصحاب الشهادات الجامعية بنسبة تصل إلى 83 في المائة بينما انخفضت النسبة في الحاصلين فقط على شهادة ثانوية بمعدل 39 في المائة.
يتضح من هذه الإحصائية أن هناك علاقة عكس ما تصوره الأفلام العربية على وجة الخصوص هذه العلاقة الغير متوقعة هي علاقة عكسية بين الثراء والتدخين يبدو أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي للشخص وبالتالي ارتفع في المتوسط مرتبه ينخفض مع ذلك احتمالية تدخينه بينما على العكس كلما انخفض المستوى التعليمي لشخص وبالتي انخفض في المتوسط مرتبه ازدادت احتمالية تدخينه.
التدخين مدمر للفقراء
هذه العلاقة بين التدخين والثراء تزداد وضوحا عندما تتابع إحصائيات مركز مكافحة الأمراض بأمريكا والتي توضح أن التدخين عندما تكون ثريا يكون أثره عليك أقل بكثير عن كونك فقيرا وذلك رغم أن أغلب المدخنين فقراء دعونا نراجع هذه الإحصائيات سويا لنرى إلى أى مدى التدخين يدمر الفقراء ويزيدهم فقرا.
تأُثير التدخين أكثر سلبية على الفقراء حيث يعاني الفقراء من أمراض أكثر سببها المباشر هو دخان السجائر عن الأغنياء حيث نجد أن معدل الإصابة بسرطان الصدر أكبر بين الفقراء عن الأغنياء. حسب الإحصائيات فإن الأسر ذات الدخل الأقل من 12,500 دولار معدل اصابتهم بسرطان الصدر أعلى من الأسر التي يفوق دخلها ال50 ألف دولار.
ما يزيد الطين بلة هو أن الفقراء أيضا يعانون من صعوبة الوصول للخدمات الصحية والرعاية الطبية مما يجعل تشخصيهم بالأمراض المختلفة المتعلقة بالتدخين يكون متأخرا في المراحل التي يكون التدخل الطبي متأخر جدا.
التدخين مصاحب للفقراء
حسنا ربما تفكر الأن في سؤال أخر… من يدخن بشدة أكثر الفقراء أم الأغنياء؟ نرى في الأفلام الغني دائما في يده سيجارته حتى يهيأ لك أنه يدخن وهو نائم أليس كذلك؟
يؤسفني تخييب ظنك فحسب الإحصائيات التي بين أيدينا الفقراء يدخنون لمدة زمنية أطول تصل للضعف عن الأغنياء.
ربما الفقراء يحاولون بجهد أكبر أن يتوقفوا عن التدخين بينما لا يفعل الأغنياء… صحيح فاذا فكرنا في الأمر منطقيا لماذا يفكر الثري بعد كل هذا في التوقف عن التدخين!
إنه لا يصاب بالأمراض كالفقير بجانب أنه يمتلك المال الكافي للحصول على الرعاية الطبية المميزة بل والسريعة. إنه أيضا لا يدخن بكثرة مثل الفقير فلا داعي لمحاولته التوقف عن التدخين فهو لا يتأثر ماديا أو صحيا بينما على الجانب الأخر كما نرى الفقير يعاني صحيا وماديا..أليس كذلك؟
هنا أيضا العلاقة بين المدخن والثري تظهر عكس ما نتوقع
فرغم أن الأثر المادي والصحي للتدخين على الغني أقل من الفقير وبمعدل مرتفع أيضا إلى أن الغني لا يزال يحاول التوقف عن التدخين بمعدل أعلى حتى من الفقير!!
الأغنياء أكثر نجاحا في الهروب من فخ التدخين
رغم تقارب القيم إلا أن الشخص فوق معدل الفقر يحاول بمعدل يصل إلى 69.9 في المائة بينما يحاول الشخص تحت خط الفقر بمعدل 66.6 في المائة.
لا يزال الأثرياء أيضا متفوقين على الفقراء في التدخين حيث ينجح الأشخاص الحاصلين على شهادات جامعية في التوقف بمعدل 73.9 في المائة بينما ينجح من الحاصلين على معدل تعليمي أقل من الثانوي في التوقف عن التدخين فقط 43.5 في المائة.
يبدو أن موزعي السجائر أدركوا هذه الحقيقة المخبأة عن أعيننا والتي تضللنا الأفلام العربية عنها ربما عن غير قصد حيث وجد أن الشركات المنتجة للسجائر كانت تستهدف السيدات الفقراء عن طريق تقديم تخفيضات عند الشراء.
حسب التقارير والإحصائيات التي بين أيدينا يتضح أن الصورة التي ارتبطت في أذهاننا والتي تسيطر على أدمغة الكثير من المدخنين التي تدعي أن التدخين صفة الأغنياء نرى الأن الحقيقة واضحة وصريحة:
اذا كان التدخين سمة لطبقة إجتماعية فهو سمة الفقراء وغير المتعلمين.
وأترككم أخيرا مع فيديو عن الأثار الإيجابية التي ستعود عليك عند اتخاذك أول خطوة في صحبة الأغنياء بتوقفك عن التدخين: