recent
أخبار ساخنة

هل هدم فيلم فينوم عالم سوني مارفل السينمائي قبل بدايته؟



هل هدم فيلم فينوم عالم سوني مارفل السينمائي قبل بدايته؟

بدأ عرض فيلم فينوم Venom منذ أيام قليلة، ليحصد نجاح تجاري متوقع، وتنهال عليه المراجعات السلبية من النقاد والمشاهدين، ويصبح واحدًا من أسوأ مفاجآت 2018 لمحبي السينما، الذين ارتفعت توقعاتهم بعد انضمام توم هاردي لهذا المشروع.

لماذا نشاهد فيلم فينوم؟

فيلم فينوم Venom
الذاهب لمشاهدة هذا الفيلم يقع في الأغلب أسفل واحدة من التصنيفات التالية، فهو إمَّا محب لتوم هاردي، أو معجب عاشق لأفلام الأبطال الخارقين، أو يتوقع حالة التماس بين عالم فينوم وعالم سبايدرمان قريبًا، فلا يرغب في تفويت البداية على نفسه، ولكن هل قدّم فيلم فينوم لهؤلاء المشاهدين ما يرغبون فيه بالفعل؟
في الحقيقة توم هاردي في أسوأ أحواله الفنية في شخصية فينوم، فلا هو يمتلك خفة الظل ولا كاريزما البطل الخارق، ولا استطاع تقديم الشخص الفاشل والأنت هيرو كما يجب أن يكون، أمَّا محبي أفلام الأبطال الخارقين خاصةً مارفل منها سيصابون ببعض الخيبة لافتقاد الفيلم خفة الظل، والتماسك في الأحداث والمعارك المذهلة المعتادين عليها، أمَّا من يتوقعون تماس قادم مع سبايدرمان فهم أيضًا خاسرون؛ لأنَّ ذلك غير متوقع خاصةً بعد المشقة التي قام بها صُنّاعه لتقديم القصة بعيدًا عن سبايدرمان، وهو ما سنتحدث عنه في النقطة التالية…

متاعب قبل البداية

فيلم فينوم Venom
متابعو أفلام الأبطال الخارقين وخاصةً مارفل يعلمون أنَّ هناك حقوقًا لهذه الشخصيات تتنازع عليها عدّة شركات، وتمت في النهاية تسوية الأمر لتحصل مارفل التابعة لديزني على الشخصيات الخاصة بها، وتعير سوني سبايدرمان لها لاحقًا لينضم لها، كلّ هذا لم يكن يعني المشاهد من قبل، ولكن فيلم فينوم أول عمل يتأثّر لهذه الدرجة بكلِّ هذه الفوضى.
ففي الكوميكس الأصلية فينوم شخصية متصلة بسبايدرمان بصورة أساسية، حتى في تصميمه والعلامة على صدره، ولكن هنا لا تستطيع سوني المنتجة للفيلم استخدام شخصية سبايدرمان التابعة لعالم مارفل السينمائي. لذلك، كان على كُتّاب السيناريو اختراع قصة جديدة لنشأة فينوم، حيثُ أصبحت الأحداث تقع في سان فيرانسيسكو، وكذلك ركّز النص على تقديم الجانب البطولي من فينوم، وتقليل الوقت الذي يظهر فيه الجانب الشرير.
وبما أنَّ فينوم سيقوم بدور البطل هنا، فيجب أن يكون هناك شرير ما استدعى تقديم شخصية ريوت، وهو فضائي آخر مثل فينوم، ولكن أكثر تطورًا ومهارة.
أيضًا تمّ تغيير شكل شخصية فينوم قليلًا عن الأصلي، بالإضافة إلى إزالة علامة العنكبوت على الصدر، ثم إضافة شرايين أو علامات فضية على اللون الأسود القاتم المعتاد في الكوميكس حتى يصبح أكثر وضوحًا في المشاهد الليلية.
الأزمة الأخيرة هي رغبة شركة سوني في تقديم فيلم ملائم لذوق محبي أفلام مارفل، والفئة العمرية المعتادة لهم، أي PG-13 وهو أمر صعب للغاية مع شخصية فينوم الشهيرة بالعنف الشديد، والتي تقضم رؤوس أعدائها من وقتٍ لآخر، فكان يجب التحايل على مشاهد العنف وتقديمها بأُسلوب أقل دموية.

بطلٌ خارقٌ أم شرير أم أنت هيرو؟

بوستر فيلم فينوم Venom
منذ البداية يجذب الفيلم نظرنا اتجاه أحد الكائنات الفضائية، حتى نظن جميعًا أنَّه فينوم الذي سيظهر لاحقًا، ولكن في المنتصف نجد أنَّ فينوم هو كائن فضائي آخر لازال في المختبر، ولا نعلم ماذا عن ذلك الأول إلَّا قرب النهاية!
تلك ليست الأزمة الوحيدة الحقيقية في تحديد هوية فينوم، فحتى عند حدوث الالتحام بينه وبين الصحفي إيدي بروك نجده غير مستقر على حال، وتلك أزمة هوية حقيقية لدى كُتّاب الفيلم الذين أرادوا إبراز الجانبين الطيب والشرير للشخصية، فأتى الأمر بلا أيّ تسلسل طبيعي في الأحداث وبصورة مربكة للمشاهد.
ففي البداية فينوم هو شرير يتلبس بروك، ثم يقرّر أن يصبح أنت هيرو، فلا هو طيب ولا شرير هو فقط يرغب في البقاء، ثم في النهاية يصبح المنقذ الطيب! والمبرر أنَّ بروك أقنعه بذلك، مع الوضع في الاعتبار أنَّ بروك نفسه لم يقل أيّ جملة مفيدة لفينوم، ولا يمكن حتى توضيح هويته كشخص طيب أم شرير؛ لأنَّ رسم شخصيته كان في الأساس باهتًا.
على العكس من ذلك وسأضطر هنا في لوضع مقارنة مهينة مع فيلم ديدبول – مهينة للأخير بالتأكيد – نجد أنَّ ديدبول ووايد ويلسون شخصية الأنت هيرو الشهيرة في عالم الأبطال الخارقين كانت متسقةً مع ذاتها منذ البداية، فهو رافض لدور البطل، ولكن في ذات الوقت هو ليس شريرًا، وقد يقوم بإنقاذ العالم كأثر جانبي لتحقيق أهدافه الخاصة، في ديدبول هناك إطار عام للشخصية كلّ ما تقوم به وتقوله في داخل هذا الإطار، بينما في فينوم لم نجد لا له ولا للشخصية التي يتخفى وراءها أي إطار، فبروك صحفي متحمس يهدف للعدالة، ولكن في ذات الوقت يتسلل للحاسوب الخاص بخطيبته، أحمق لا يتعلم من أخطائه، سلبي في تعامله مع فينوم يصبح ظلًا له، ويقول الأخير إنَّ ما يجمع بينهم هو الفشل، على الرغم من أنَّ بروك قبل خطأه الأخير من المفترض أنَّه ناجحٌ تمامًا! فلا نعلم ماذا نصدق ولكم من الوقت قبل أن يتغير الوضع مرةً أُخرى.

السيناريو عبارة عن أخطاء وأخطاء ثم أخطاء أُخرى

توم هاردي وميشيل يليامز فيلم فينوم Venom
عمل الثلاثة سكوت روزينبيرج وجيف بينكر وكيلي مارسيل على كتابة سيناريو فيلم فينوم، وهو أمرٌ مثيرٌ للعجب في الحقيقة أن يعمل ثلاثة من الكُتّاب بهذا التناغم لتقديم كلّ هذا السوء!
بداية من رسم الشخصيات للبطل والبطلة غير المكتمل، ثم الأخطاء التي ذكرتها في النقطة السابقة حول تحديد هوية فينوم، والخط الذي تتطوّر من خلاله الشخصية، ولكن أزمتي الكبرى في السذاجة الشديدة في تقديم المعلومات المهمة.
فنجد أنَّ نقطة ضعف الكائن الفضائي فينوم يقدمها فينوم نفسه لبروك وحبيبته، بل لا يقولها وحدها، بل يزيد من الشعر بيتًا، ويقدم نقطة ضعف أُخرى! كلّ ذلك قبل عملية التحول التي أوصلته إلى أن يصبح بطلًا طيبًا يأكل الأشرار فقط!
الأسوأ أنَّ نقطة الضعف هذه تمّ اكتشافها مسبقًا عن طريق العلماء، والأفضل من أن يقدمها الكائن فينوم مجانًا وبلا داعي أن تقولها الطبيبة المتواطئة، أو يتمّ اكتشافها خلال الرنين المغناطيسي.
عيب آخر في السيناريو هو إلصاق القدرات غير المنطقية للأبطال وخاصةً شخصية آني التي قامت بها ميشيل ويليامز، فمثلًا نجد ميشيل قادرةً على تشغيل آلة الرنين المغناطيسي وضبطها على التردد الذي يؤذي فينوم، وهي كذلك قادرة على تشغيل هذا التردد مرةً أُخرى عبر الحواسيب الخاصة بإطلاق الصواريخ، على الرغم من تدمير الكائن الشرير لهذه الحواسيب! يبدو أنَّ آني ليست فقط محامية ماهرة، ولكنها عبقرية ساحرة قادرة على إحياء الحواسيب الميتة! وتلك مجرد أمثلة لأخطاء السيناريو أو التي يمكن إفراد مقال كامل لها في الحقيقة.

من أقنع ميشيل ويليامز أنَّها مناسبةٌ لفيلم أبطال خارقين!

ميشيل ويليامز فيلم فينوم venom
اعتدنا على مشاهدة ميشيل ويليامز في الأدوار الدرامية، لا ننكر موهبتها التي أهلتها للترشح للأوسكار من قبل وحصولها على الجولدن جلوب، ولكنها بالتأكيد ليست مناسبةً لأفلام الأبطال الخارقين، والأهم أنَّها وتوم هاردي افتقدا الكيمياء العاطفية أمام الكاميرا، لتظهر مشاهدهما معًا مرتبكةً تمامًا، فمثلًا مشهد الانفصال من المفترض أنَّها امرأةٌ غاضبةٌ تفقد وظيفتها بسبب خطيبها وتتركه بصورة تضحك الجمهور أو تفاجئه، ولكن في الحقيقة لم نعلم هل هي غاضبة أم حانقة أو محبطة، والسيناريو بالطبع لم يستطع إنقاذها أو إنقاذ زملائِها هاردي وريز أحمد في دور الشرير الذي كاد أن يصبح مضحكًا في الكثير من الأحيان بسبب الحوار المكتوب له.

هل هو فيلم سيّئ لهذه الدرجة؟

عند وضع الفيلم بين أفلام الأبطال الخارقين منذ قيام عوالمهم المنفصلة مثل مارفل والرجال أكس ودي سي سنجد أنَّه ليس الأسوأ على الإطلاق، ففي هذه المكانة دي سي تتربع على القمة، بل يمتلك الفيلم مزيةً في استخدام تقنية CGI لتقديم شكل فينوم والتحول في المظهر من بروك وإليه، وأيضًا مشهد المطاردة الطويل تمّ إخراجه بصورة جيدة.
لكن بالتأكيد فيلم فينوم ليس الخطوة الأولى الواثقة التي كان يجب أن يبدأ بها عالم سوني مارفل السينمائي، ولكن أتمنى في الأعمال القادمة أن يستطيع إعادة تصحيح مساره وتقديم أفلام أفضل.


author-img
محمود سلامه

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent